%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7%20%D9%84%D8%A7%20%D9%86%D8%B2%D8%B1%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B3%D8%AA%D9%86%D8%A7%D8%A1%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86 - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

لماذا لا نزرع الكستناء في الجولان
نبيه عويدات – 23\01\2012
تنتظر المزارعين في السنوات القادمة ظروف صعبة، فجميعنا يعي المشاكل الجمة التي تعاني منها الزراعة في الجولان، خاصة تسويق المنتوج. ومع زراعة المزيد من المساحات، وخاصة بأغراس الكرز، فإنه من المتوقع أن تزيد الكميات المطروحة في السوق مستقبلاً عن قدرته الشرائية، وربما تواجه زراعة الكرز ما واجهته في الثمانينات زراعة الخوخ الأوروبي، حيث اضطر المزارعون في نهاية المطاف إلى اقتلاع مساحات شاسعة منه، متكبدين بذلك خسائر فادحة.

هذا يطرح سؤالاً مهما: لماذا لا نفكر ببدائل؟ هناك بكل تأكيد أنواع أخرى من الأشجار المثمرة التي يمكن زراعتها في منطقتنا، فلماذا هذا الإصرار على زراعة نفس الأنواع؟

لماذا شجرة الكستناء؟

إحدى الأنواع الجديدة التي يمكن أن تزرع في منطقتنا هي شجرة الكستناء، وهي بكل تأكيد شجرة مثمرة يمكن أن تدر أرباحاً جيدة على المزارع، وبنفس الوقت لن يكون هناك في المستقبل القريب منافس
لنا فيها، لأن ظروف المناخ والظروف الطبيعية المطلوبة لنمو هذه الشجرة لا تتوفر في أماكن أخرى كثيرة غير الجولان، فهي تنتمي إلى الفصيلة البلوطيّة، وتنمو في المناطق الباردة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. مع العلم أن السوق تستهلك سنوياً آلاف الأطنان التي تستورد من الخارج، وبالتحديد من تركيا والصين.

تعيش شجرة الكستناء في المناطق الباردة على إرتفاع 800 متر وما فوق عن سطح البحر، ويلزمها كمية كبيرة من الأمطار شتاءً، وحرارة شمس قوية على مدار السنة. يفضّل غرسها في تربة حمراء أو سوداء رمليّة.
تعتبر شجرة معطاءة ومعمّرة، تنتج حوالي 500 كيلوغرام في الموسم بعد اكتمال نموها، ويصل علوها إلى 30 متر تقريباً. وهناك صفة مهمة لها أيضاً وهي أن جمع ثمارها سهل، إذ تتساقط حبّات الكستناء على الأرض عند نضوجها من دون الحاجة إلى عمال للقطاف. ثمن كيلوغرام الواحد من الكستناء في السوق اليوم يزيد عن 20 شيكل. وإذا ما عرفنا أن الدونم الواحد يتسع لقرابة 40 شجرة، فهذا يعطي صورة عن الربح الممتاز الذي تدره هذه الزراعة.

الكستناء غذاء جيد
اعتبرت الكستناء في الماضي غذاءً رئيسياً للأغنياء والفقراء على حدّ سواء منذ أيام الإغريق والرومان، قبل أن تكتشف البطاطا وتحلّ محلها. تنضج ثمار الكستناء في منتصف الخريف. تتنوع أشجارها لتزيد عن تسعة أنواع.
ويجمع خبراء التغذية أن الكستناء غذاء مكمل، وغالباً ما توصف للأطفال وذوي الأجساد الهزيلة، نظراً لاحتوائها على فيتامين "سي" بنسبة تعادل ضعفي ما يحويه البرتقال. وينصح هؤلاء بابتعاد البدينين والمصابين بالسكري عن أكل الكستناء لغناها بالنشاء والسعرات الحراريّة، ويشددون على عدم تناولها نيئة تحت أي ظرف لاحتوائها على مادة سامة تُقتل بعد تعرضها للنار. لذلك، يتوجب نقع حبات الكستناء بالماء ولو لفترة وجيزة قبل شيّها.
كذلك، لأوراق الكستناء وقشور حباتها فوائد كثيرة لصحة الإنسان، ويمكن استخدامها لمعالجة السعال الديكي بعد غليها بالماء وشرب محلولها بمعدل كوبين يومياً.